"إن حرب السادس من أكتوبر عام 1973 هى معجزة عسكرية على اى مقياس عسكرى" هذه هى كلمات أنور السادات فى 16 أكتوبر 1973 ...نعم كانت هذه الحرب معجزة عسكرية ومعنوية لشعب عربى ومصرى فالمدقق الحقيقى لحرب السادس من اكتوبر يجد أن السادات ورجاله جميعا ـ أحمد إسماعيل القائد العام ، سعد الشاذلى رئيس الاركان وجميع من أشترك فى هذه الحرب من القائد الأعلى حتى أصغر جندى ـ تحملوا عبئ الحرب فى ظروف شديدة الفقر من الناحية الأقتصادية للبلاد أو من الناحية العسكرية للقوات المسلحة المصرية فظروف مصر بأى حال من الاحوال لم تكن لتسمح بحرب جديدة بعد هزيمة 1967 والابادة التى حاقت بالجيش المصرى فى تلك الحرب، أن ما قام به هؤلاء جميعا هى معجزة عسكرية يجب ان نقوم برفع قبعاتنا إجلالا لهم.
وحتى يمكن تقدير هذه المعجزة العسكرية فيجب ان نتعرف على:ـ
• مصر قبل حرب 1973
• حرب 1973
• محاكمة قادة اسرائيل بعد الحرب - لجنة اجرانات
• أسرار حرب أكتوبر فى الوثائق الأمريكية
ـ مصر قبل حرب 1973
انتصرت إسرائيل فى حرب 5 يونيو عام 1967 واحتلت شبه جزيرة سيناء المصرية ، ومرتفعات الجولان السورية ، والضفة الغربية للأردن
? فقدت مصر أكثر من 85 % من سلاحها الجوى فى حرب يونية
? عدم وجود خطة لانسحاب الجيش بالمعركة ادت الى أبادة الكثير من افراد ، ومعدات الجيش المصرى
? الرئيس جمال عبد الناصر يتنحى عن الحكم يوم 9 / 6 / 1967
عبد الناصر يتنحى
عن تنحى عبد الناصر يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وتوالت الأحداث فى مصر وأعلن الرئيس عبد الناصر يوم 9 يونيو تنحيه عن الحكم مع اسناد الجمهورية إلى زكريا محيى الدين . وكان قرار عبد الناصر الذى أعلنه هو تعبير وإدراك منه أنه يتحمل المسئولية التاريخية عن الهزيمة).
وقامت مظاهرات فى القاهرة يومى 9 ، 10 يونيو تطالب باستمراره فى الحكم ، كما أن مجلس الأمة ومجلس الوزراء رفضا قرار التنحى ، فأصدر الرئيس عبد الناصر البيان التالى يوم 10 يونيو 1967 " إننى سوف أبقى حتى تنتهى الفترة التى نتمكن فيها جميعا من أن نزيل آثار العدوان . إن الأمر كله بعد هذه الفترة ، يجب الرجوع فيه إلى الشعب فى استفتاء عام . إنى مقتنع بالأسباب التى بنيت عليها قرارى ، وفى نفس الوقت فإن صوت الشعب بالنسبة لى أمر لا يرد ، ولهذا فإن القرار مؤجل ".
كنا فى الإسماعيلية نسمع الأخبار من إذاعة القاهرة ، بينما كانت قواتنا فى غرب القناة غير متماسكة وغير قادرة على الدفاع عن منطقة القناة . وكان الأهتمام الأول للقوات فى منطقة القناة هو سرعة إعادة التجميع وحصر الخسائر الكبيرة التى تعرضت لها ، استعداد لاتخاذ أوضاع عاجلة فى غرب القناة بما يتيسر لها من أسلحة مهما كانت قليلة.
لقد كانت القوات الإسرائيلية تقف على الضفة الشرقية للقناة ، والدموع فى عيوننا ، والمرارة تملاء قلوبنا للنتيجة السيئة التى حدثت ، وللظروف القاسية ـ سياسيا وعسكريا ـ التى فرضت على القوات المسلحة فكانت ضحية لها.
إنها أيام صعبة وخطيرة ولا يمكن وصفها ، ولا يشعر بها إلا من عاش أحداثها فى سيناء ومنطقة القناة .. أيام مريرة وفترة عصيبة لن أنساها ) ـ لواء محمد عبد الغنى الجمسى رئيس هيئة عمليات القوات المسلحة المصرية عام 1973.
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
? تعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عاما للقوات المسلحة بدلا من عبدالحكيم عامر ، والفريق عبد المنعم رياض رئيس للأركان فى 11 يونيو 1967
تعيين الفريق أول محمد فوزى قائد عام للقوات المسلحة
يقول اللواء محمد عبد الغنى الجمسى فى مذكراته ( وكان يوم 11 يونيو يوما حاسما للقيادة والسيطرة على القوات المسلحة بمعرفة الرئيس عبد الناصر بعد أن أعلن المشير عامر وشمس بدران اعتزاليهما فى اليوم السابق ....
فقد قرر عبد الناصر تعيين الفريق أول محمد فوزى قائدا عاما للقوات المسلحة والفريق عبد المنعم رياض رئيسا للأركان ، والفريق مدكور أبو العز ـ محافظ أسوان حينئذ ـ قائدا للقوات الجوية والدفاع الجوى
وفى نفس اليوم تقرر قبول استقالة قادة القوات البرية ( فريق أول مرتجى ) والقوات الجوية ( فريق أول صدقى محمود ) والقوات البحرية ( فريق أول سليمان عزت ) ورئيس هيئة عمليات القوات المسلحة ومساعدى نائب القائد الأعلى . كما تقرر إحالة بعض القادة ـ وبصفة خاصة الذين كانوا على علاقة وطيدة بالمشير عامر إلى التقاعد على أن ينفذ القرار نفس اليوم
وأعطى الرئيس عبد الناصر اهتماما خاصا للقوات المسلحة والسيطرة عليها ، لأن الموقف العسكرى والموقف الداخلى فى مصر كان يحتم عليه ذلك ) ـ مذكرات الجمسى
ويقول محمود رياض وزير الخارجية المصرية فى ذلك الوقت فى مذكراته ( قال عبد الناصر فى إحدى جلسات مجلس الوزراء " لا يمكن أن أنسى الأيام الأولى التى مرت على بعد يونيو . كنت أشعر بمرارة كبيرة ، لا يمكن وصفها . فلا شك أن ما حدث فى يونيو قد أثر علينا جميعا نفسيا ومعنويا وماديا .. لقد تمنيت فى تلك الأيام لو أنى تنحيت بالفعل من السلطة وابتعدت عن موقع المسئولية ، كان تقديرى دائما ان الأيام التى سنواجهها صعبة للغاية فى الداخل والخارج ، لأن خصمنا قوى ولديه تنظيمات وجاهز للعمل ضدنا ولديه كل ما يحتاجه من أموال للقضاء علينا
ففى يوم 11 يونيو عندما عدلت عن قرار التنحى كنت فى حالة سيئة جدا إلى درجة أنى ارسلت عائلتى خارج القاهرة ، ووضعت مسدسى إلى جانبى لاستخدامه فى آخر لحظة . يومها سألت عن عدد الدبابات المتبقية فى القاهرة ، فقالوا لى لم يبقى إلا سبع دبابات ... كنت أتحدث مع الفريق فوزى كل ليلة قبل أن أذهب للنوم ، ثم أطلبه فى الساعة السادسة صباحا لأراجع معه موقف القوات المسلحة ، وموقف القيادات ، واسم القائد المسئول فى كل موقع . ولو لم الجأ إلى هذا الأسلوب لكانت الأمور فلتت" ) ـ مذكرات محمود رياض
المصدر : حرب أكتوبر 1973 مذكرات محمد عبد الغنى الجمسى ـ الطبعة الثانية عام 1998
? عبد الناصر يلجأ للأتحاد السوفيتى فى 21 / 6 / 1967 لإعادة تسليحه بكل شىء فالجيش المصرى فقد كل شىء فى 1967