العلاج و إجـــــراءاته :
للحد من الظاهرة و سعيا منا إلى تطويق نطاقها و السعي إلى التقليل من عدد المتسربين سنويا إنه لا مناص لنا أن نعمد إلى البحث التربوي الحقّ و الفاعل لنقوم بجملة من التدخلات على مستوى المدارس و المؤسسات التي تتفشى فيها آفة التســرب
إجراءات على مستوى المنظومة التربوية:
بعضها مرتبط بالجانب التربوي وبعضها بالجــانب التنظيمي ونسوق على سبيل الذكر ما يلي :
1- بناء المناهج و البرامج على أسس علمية بحيث تغذّي جميع حاجات المتعلّم و تيسّر له سبل الاستمرارية في اكتساب المعرفة .
2- إعادة النظر في أنماط أدوات القياس و أساليب التّقويم باتّباع الآليـات المستحدثة في هذا الميدان.
3- إعداد كتب قيّـمة شكلا و مضمونا تستجيب بمحتواها و منهجيتها لميول المتعلّم ومتطلباته بحسب الأعمار و درجات النضج الفكري مع اقتـــراح مجموعة من النشاطات كفيلة بتحقيــــق التكوين الذّاتي تساعــده على استيعــاب المعلومات وإدماجها في ذاتــه .
4- التكفــل بالتلاميذ الذين يعانون من بطء الاستيعاب أو العجز في إدماج المعرفة منفردين عن زملائــهم، بالعمل على سدّ الثغرات و دعم المكتسبات ليتمكن المتعلّم من كسب قاعدة معرفية تبنــــي قدراته و كفاءاتــه .
5- تزويد المدارس بكّل الوسائل التّي من شأنها أن تحبّب الدراسة إلى نفوس التلاميذ (نشاطات رياضية، ثقافية ،إعلام آلي…)
6- تسهيل عملية ارتياد التلاميذ المدارس ( توفير النقل ، بناء المدارس بمراعاة الكثافة السكانية للأحياء ، و المسافة و التوازن…)
7- تحقيق مبـدأ تكافؤ الفرص بين جميع المـتمـدرسيــن باختلاف بيئاتهم و مناطقهم الجغرافية .
8- إعادة النظر في توظيف حاملي الليسانس دون أدنى مؤهل في المجال التّربوي والبيداغوجي مع تجنّب عملية الإدماج لما لها من الأثــر السلبي في كثير من المجالات.
9- اعتماد طريقة ناجعة في ميدان تكوين المعلمين و الأساتذة بالتركيز على مجموع المستجدات في حقل التربية و التعليم كـدراسة مختلف المقاربات و أدوات القياس و التّقويم.
10- تبنى استراتيجية فعّـــالة لتكوين المكونين .
11- الحرص على توجيه التلاميذ وفق ما يحدّده ملمح مسارهم الدّراسي لا بناء على ما يرغب فيه الأولياء.
12- إعادة النظر في قضية إرغام التلميذ على البقاء بمقاعد الدّراسة حتّى سنّ 16 عاما بالرغم من العجز الذي يبديه نتيجة لتراكم الضعف ، وفي هذا أرى أنّه من الأليق والأفضل أن نوجّه المتعلّم نحو مراكز التكوين المهني ليكتسب حرفة في صغر سنّه بدل أن نهدر وقته و نجبره على متابعة الدراسة دون رغبة منه باعتبار أن الاستبيانات التي قمنا بها على مستوى مؤسستنا تثبت أن عددا من التّلاميذ يصرّح أنّه يأتي إلى المدرسة لأنّ أولياءه يفرضون عليه أن يبقــى بالمؤسسة رغم أنفه.
13- تزويد كلّ 3 مآمن بأخصائي نفساني يساعد التلاميذ الذين يعانون الأزمات النفسية على تخطي الصعاب.
14- إنشــاء مدارس تعمل على إدمــاج المتسربين و المفصــولين الراغبين في العودة إلى مقاعد الدراسة .
15- تشجيع و تنشيط متابعة التعليم بواسطة المراسلة و الأنترنت .
17- العودة إلى العمل بالنظـــام الداخلي لتمكين التلاميذ الساكنين بالمناطق النائيـــة من
متابعة مســار تعليمي مستقــــرّ.
18- إعادة الاعتبار للمعلّــم و المدرســة و المتعلّـــم وتحسين صورته داخل المجتمع .
إجـــراءات على مستوى المجال الاجتماعي : في هذا المجال إنّ الحقيقة التي لا ينبغي أن نخفيها هي تلك الذهنيات الاجتماعية السلبية التي وللأسف نراها تنتشـــر و تتوسّــع داخل الأســر التي طغى عليها الطابع المادي حيث لا نلمس منهم إلاّ بثّ اليأس وبذور الفشل في نفوس أبنائهم بترديدهم للعبارة : ماذا فعل أخوك بالشهادة