بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
اتمنى ان تكونوا بتمام الصحة والعافية
سابقاً كنا نقول رأينا بصراحة في كافة المسائل ، ولم نكن آنذاك منافقين ... ثم جاء الإمبراطور وأراد لنا ترك القيم والأفكار التي لاتناسب مصالحه الشخصية ( المالية والكرسية .. ) وأخذ يمارس علينا منتهى الديكتاتورية ، وخوفاً من العقاب - وبدلاً
google_protectAndRun("ads_core.google_render_ad", google_handleError, google_render_ad);
من المقاومة - أخذنا نقول مايرضيه ، أي دخلنا في دائرة النفاق السلطوي ، نضمر شيئاً ونصرح بشيء مختلف . وقد تمت
دبلجتنا على هذه الأمور بشكل يقارب الرائع ! في المنزل نطرح أفكاراً غير تلك التي نطرحها في الشارع أو العمل أو في
الأماكن غير المأمونة !!
ثم جاء زمن أمريكا الذي رفعت فيه - على الإمبراطور وعلينا بالطبع - شعار مصالحها القومية ( سيادتها على العالم ) التي تريدنا أن نكون كما تحب وترغب .
بعض أفكارها منسجمة مع أفكار الإمبراطور ، والبعض الآخر غير منسجم وهو أكثر تطرفاً .... ومن خالف أفكار أمريكا هذه يكون جزاؤه خلف ابواب الزمن...
فعمدنا - بدلاً من المقاومة - إلى مسايرة هذا الوحش الهائج الذي يهدد معتقداتنا وكافة جوانب حياتنا ...
فأصبح لزاماً علينا أن نعلم مايريده منا الصالحون الثابتون - على قلتهم - في مجتمعنا ، ومايريده إمبراطورنا المبجل ، وما تريده أمريكا الفظيعة !!!
فدخلنا بدائرة النفاق الثلاثي الأبعاد بجدارة !
قد نكون بذلك طورنا النفاق بحكم تطور العصر ومعطياته وجعلناه أكثر اتساعاً وتشعباً ...
ونضرب مثلاًعلى هذا النوع المتطورمن النفاق :
لو سألك رجل صالح طيب من أهل الحي عن حكم اللحية - وهو يريد تشجيعك عليها - عليك أن تجيبه بأنها مما أمر به الدين الحنيف .
وعندما يسألك مخبر الإمبراطور عنها ، عليك القول بأنها سنة لابأس بها ، على أن لاتكون طويلة ولاملفتة للنظر ولاتميز
المسلم عن غيره ... لحية بسيطة لطيفة متحضرة !!
وإذا سئلت عنها من قبل الحملة الأمريكية على الإرهاب تقول :
- اللحية إرهاب وتخلف وخطر على الديموقراطية ، لم يأمر بها الدين الإسلامي ، وهي مانعة للمسلم من دخول الدول المتحضرة الديموقراطية كأمريكا ...
أي يريدون من الواحد منا في هذا الزمن العجيب ، ونتيجة لتخاذلنا الأشد عجباً ، أن يكون مؤمناً ومنافقاً وكافراً بوقت واحد !