يجب أن يلام روبرت جرين، حارس مرمى منتخب إنجلترا، على الهدف الذى مُنى به مرماه أمام الولايات المتحدة الأمريكية وهو بالتأكيد يجب ألا يلوم نفسه أيضاً، فحينما سدد ديمبيسى يمكنك أن ترى بوضوح أنه حاول جاهداً إبعادها ولكن الكرة دارت وتحولت داخل المرمى، وخلال كأس العالم الحالية سوف تشاهد العديد من الأخطاء لحراس المرمى.
مدربو المنتخبات المشاركة أخبروا الحراس عن الكرة الجديدة «جابولانى» وإمكانية تسديدها من أى جهة، ولقد تحدثت مع لاعبى منتخبنا عن هذه الكرة، وقالوا لى إنها أسوأ من الكرة التى لعبنا بها دورى أبطال أوروبا.. إنها كرة ليست مساعدة على الإطلاق.
أنا أعرف روبرت جرين، لقد دخل غرفة الملابس ورفع يديه اعتذاراً لزملائه، ولو كنت مكانه لما وجدت نفسى فى حاجة للاعتذار، لأنه فعل ما عليه وحاول إيقاف الكرة ولكنها دارت حول يديه ودخلت، وشخصياً لو كنت أشارك فى هذه المباراة فى مركزى كمهاجم وأهدرت ثلاث أو أربع فرص لم أكن لأذهب إلى زملائى وأقول لهم «آسف الهزيمة كانت بسببى لأننى أضعت كل هذه الفرص»، لأن ما حدث وارد وهذه هى الحياة ويجب ألا يلام جرين ويكفيه ما شعر به بين الشوطين حيث كان يسير إلى غرفة الملابس ويشعر بأن الجميع ينظر إليه، وأعتقد أن العالم انهار من حوله.
المشكلة هى أن أى نجاح أو إخفاق يكون مضاعفاً فى نظر الناس ولقد أحرزت مثل هذا الهدف بمرمى الأرجنتين فى كأس العالم ١٩٩٨، والجميع عندما يتحدث عن أوين يذكر هذا الهدف، ولكنك لا تنجو من اللوم والعقوبة أيضاً حين يتذكر الجميع أن إنجلترا خرجت من هذه المباراة بركلات الترجيح، إنه فعلاً عالم قاس جداً وملعون، ولاعبو كرة القدم محترفون ويجب أن يتقبلوا وجهة نظر العامة، الناس قد يشيرون إليهم ويقولون «إنهم يأخذون الكثير من المال»، واللاعبون يجب أن يقبلوا بالنقد مثلما يبتهجون بالمديح والإشادة.
قبل المباراة كان هناك ضغط كبير على منتخب إنجلترا وأيضاً يوجد ضغط على منتخب الولايات المتحدة ولكنه ضغط مرح لأن الأمريكيين إذا وصلوا إلى ربع النهائى فسوف يعودون إلى بلادهم كأبطال، ولكن إذا خرجت إنجلترا من ربع النهائى فسوف يستقبل اللاعبون بالانتقادات والهجوم الحاد وسيقول الناس إنهم لم يكونوا جيدين بما يكفى، وإذا لم نصل أساساً إلى ربع النهائى فسوف تكون كارثة..!
إنجلترا تتوقع الفوز فى كل مبارياتها والوصول للدور قبل النهائى وما بعده أيضاً، وهذا عامل ضغط كبير على المنتخب الإنجليزى بخلاف أى منافس آخر فى البطولة، وعندما أحرز جيرارد هدفه فى مرمى هاوارد بعد أربع دقائق فقط زاد الحماس لدى الإنجليز وتوقعوا ما هو أكثر.
أحد الأشياء المهمة التى استحوذت على اهتمام الناس فى السنوات الماضية هو لماذا يؤدى اللاعبون بشكل أفضل مع أنديتهم عنه مع منتخبات بلادهم؟ أعتقد هو الضغط الذى يتعرضون له على الصعيد الدولى فاللاعبون يقلقون أنفسهم بالتفكير «ماذا لو أهدرت ركلة جزاء سوف أفقد فرصتى مع المنتخب وأكون كبش فداء ومحل الانتقاد مثلما حدث مع جرين»، والضغط دائماً ما يوجد مع لاعبى إنجلترا، رأيناه من قبل مع ستيورات برس وجاريث ساوثجيت وكريس وادل.
أعتقد كمشجع للمنتخب الإنجليزى أنه بتخفيف الضغط على اللاعبين خلال الفترة الحالية سوف يقدم الفريق أداء أفضل، والتعادل مع المنتخب الأمريكى فى أول مباراة ليس نتيجة سيئة لأننا تخطينا الفريق الأصعب فى المجموعة، الذى وصل إلى نهائى كأس العالم للقارات، و٤ نقاط كافية لتأهلنا لدور الــ١٦ ولكننا سنتغلب على الجزائر وسلوفينيا ويجب ألا تشعر جماهير إنجلترا بالقلق