وجه المفكر الأمريكى البارز نعوم تشومسكى انتقادات شديدة لكل من مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية بشأن مسؤوليتهم عن استمرار الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أكثر من ٣ سنوات.
وقال تشومسكى فى تصريحات خاصة لـ«المصرى اليوم» من نيويورك إن القاهرة وتل أبيب ورام الله لا يرغبون فى رفع الحصار المفروض على الفلسطينيين فى القطاع لأسباب مشتركة. وأضاف أن «حبس حركة حماس وإنهاكها والقضاء عليها» يمثل هدفاً واحداً للمصريين والإسرائيليين والرئيس محمود عباس على السواء.
وأشار إلى أن استمرار الحصار المفروض عليها يعد بمثابة الوضع الأفضل لهذه الأطراف جميعها.
وأوضح تشومسكى أن الهدف الأساسى خلال السنوات الـ٣ الماضية من الحصار «المفروض من قبل الإسرائيليين والمصريين على السواء» هو إضعاف سلطة حماس ذات التوجهات والمرجعيات الإسلامية، ومنع التعاطف الجماهيرى معها بتصويرها منظمة «إرهابية» تعمل لصالح أجندات إقليمية، وهو ما يمثل تهديداً مباشراً لمصر.
وأشار تشومسكى إلى أن مصر تخشى بشدة من أن يؤدى رفع الحصار عن غزة - خاصة الحصار البحرى - إلى تسهيل حصول «حماس» على مزيد من الأسلحة والذخيرة.
وفيما يتعلق بمصلحة السلطة الفلسطينية من استمرار الحصار، قال تشومسكى إن فك الحصار يعنى إضعافاً أكبر لسلطة الرئيس محمود عباس، الذى يتنافس مع «حماس» على قيادة الشارع الفلسطينى فى مواجهة الإسرائيليين.
كان مندوب بريطانيا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مارك ليال جرانت قد قال فى لقاء خاص مع مجموعة من الصحفيين المعتمدين بالمنظمة الدولية، إن اللجنة الرباعية ومصر وإسرائيل يدرسون جميعاً خططاً جادة تسمح بوضع الظروف الإنسانية للمحاصرين الفلسطينيين فى الاعتبار، «لكن بالقدر الذى لا يؤدى إلى تقوية حركة حماس فى الشارع الفلسطينى».
وشدد المندوب البريطانى فى لقائه على وجود مخاوف بشأن إنهاء حصار غزة، لأن ذلك «سيؤدى بالضرورة إلى تقوية حركة حماس، وهذه مسألة مهمة للغاية بالنسبة للسلطة الفلسطينية. فالرئيس عباس لا يريد تحسين ظروف دخول السلع إلى القطاع حتى لا تشعر حركة حماس بأنها أكثر قوة مقابل السلطة الفلسطينية.
ونشرت وسائل إعلام أمريكية أمس الأول نقلاً عن صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية أن الرئيس محمود عباس أكد خلال لقائه الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى واشنطن الأسبوع الماضى، رفضه رفع الحصار البحرى المفروض على الفلسطينيين فى قطاع غزة خشية أن تؤدى هذه الخطوة إلى تعزيز سلطة حماس فى الشارعين الفلسطينى والعربى.
وقال عباس للرئيس الأمريكى: «إن الحصار ينبغى أن يستمر فى الوقت الحالى، وأن أى إجراءات تخفيفية للحصار ينبغى أن تكون تدريجية وحذرة فى الوقت نفسه، حتى لا يتم تصويرها على أنها انتصار لحماس».