الحرية من أغنى المفهومات الفلسفية عن التعريف و هي مفهوم فردي و إجتماعي بآن واحد .
فلا وجود للمجتمعات إذا ما فقدت حريتها ( إستقلالها )
و لكن يبدو هذا المفهوم فضفاضاً جداً إذا ما نظرنا إليه في إطار الحرية الفردية .
ما الذي يستوجب الآخر هل حرية الفرد أساس في الحفاظ على حرية المجتمع
و هنا السؤال الكبير الذي يطرح نفسه ما المقصود بالحرية الفردية .
و إذا كان الحال عكس ذلك فما واجب المجتمع الحر إزاء أفراده حتى يبعث فيهم الشعور بالحرية .
من منا لم يتساءل يوماً عن معنى الحرية و كم من واحد فينا وجد الإجابة عن هذا السؤال .
من منا يشعر حقاً بحريته وإذا كان كذلك فهل يستطيع أن يحدد لنا مصدر هذا الشعور .
أولاً : مفهوم الحرية :
نعني بالحرية في العادة تلك الخاصة التي تميز الكائن الناطق من حيث هو موجود عاقل
تصدر أفعاله عن إرادته هو لا عن أية إرادة آخرى غريبة عنه .
فالحرية بحسب معناها الاشتقاقي هي عبارة عن انعدام القسر الخارجي ، و الإنسان الحر هو من لم يكن عبداً أو أسيراً .
و مفهوم الحرية يتوقف كثيراً على الحد المقابل الذي تثيره في أذهاننا هذه الكلمة ، إذ قد نضع في مقابل كلمة الحرية ،
كلمات عديدة مثل كلمة " الضرورة " أو " الحتمية " أو كلمة " القضاء و القدر " أو كلمة " الطبيعة " .
. و لكن من الممكن أن نميز بصفة عامة بين نوعين من الحرية : حرية التنفيذ و حرية التصميم
آ - و المقصود بحرية التنفيذ : تلك المقدرة على العمل أو الامتناع عن العمل دون الخضوع لأي ضغط خارجي ،
و الحرية بهذا المعنى عبارة عن القدرة على التنفيذ مع انعدام كل قسر خارجي .
ب - أما حرية التصميم : فهي عبارة عن القدرة على الاختيار أعني القدرة على تحقيق الفعل دون الخضوع لتأثير
قوى باطنة ، تحد من حرية التصميم كالدوافع و الأهواء 00000 الخ .
المصادر :